السبت، 24 ديسمبر 2011

الأسوار


  بين قلبي وأسوار مدينتك الحصينة ؛ حراس شداد يمنعون وصولي ويعترضون طريق  رسولي نحوك ..   كيف سأصل محل عرشك وقد أوصدوا كل الأبواب وأسدلوا ستارا من الليل على نوافذ قصرك ... 
 اى طريق اسلك ونساء البلاط تتراقص عند المداخل طربة تسترق السمع وتطمئن على مصير مليكها ؛ تتفنن بنسج المكائد ونصب الشرك .... تعيش جارية حتى الممات ويظل مليكها خالدا في نعيم ملذاته ؛  فلن تحوز قلب مليكها امرأة من خارج  الأسوار .... ام تراني كيف سأبلغ سلطان منامك وأكمل الحلم  الذي زرعناه في حدائق وجداننا سرا ؟؟    
  ليتك أمرت بحرق كوخي الصغير وسفك دماء حملاني  ،، وليتك أقمت مقصلة بساحة المدينة، وأعلنت لملاء انى ساحرة مشعوذة ومصيري كمصير أهل الهرطقة في تلك العصور ... ولم تفتح لي باب قلبك لتسجنني فيه طريدة لخيالاته ... وتحنط روحي تحفة في إحدى زواياه ... فانا امرأة عشقت رجل تجهل انه ملك كل البلاد... وله من النساء ما يفوق سرب الحمائم بحظيرة قصره ..     ليتك مولاي قتلتني بسهامك بدل من ذلك الصيد السمين ..وتركتني انزف حتى يبلغ وكر الوحوش دمي .. فتنهال نحوي تنهش أحلامي وتمزق أوصالي إربا إربا ..وتحمل مابقي منى طيور العقاب لتطعم جياع صغارها ....لان الشوق الذي يعتصرني ذبح الحياة بجسدي ومزق الشرايين بقلبي واحرق أوردتي... واعمى سمعي وبصري لرؤياك مجددا،،، متوسدا صدري وتلثم بتقديس نهايات العالم وبدايات الوجود لتلك الروح التي اسكنها الرب في ثوب جسدي .. فلن اجمع جيشا جرارا لأغزو مدنك واسبي النساء حول عرشك  .. او احتال وأتوارى بين رعاياك حين تتجمهر لحضور مراسيم عرسك ... بل ان زهرة يتيمة يحتضنها شاهد قبري ستقتحم كل أسوارك العظيمة .... وستعيدك محبا مذعنا لما خطه القدر..  ساعيا نحو خيالات ذلك اللقاء ... علك تعثر بين أوراق الامس المتساقطة على بقايا أمل  ؛   فلن تجد غير عبارة منقوشة على حجر ، هنا ترقد امرأة عشقت رجلا من خلف الأسوار....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق